لم أعش النكبة الفلسطينية ولم اشاهدها ولكنني تربيت على سيرتها من جدتي التي كانت تقضي كل وقتها سارحة بمخيلتها للوراء تحكي عن شوارع القرية وبيوتها البسيطة ورائحة بساتين وبيارات العنب والزيتون
حفلات أعراس القرية وتجمع أهلها للتحضيرات ومساعدة عائلة العريس وتجمع النساء لنقش الحنة للعروس
وكذلك مشاركتهم وقت الاحزان والمأتم ومساندة اهل الفقيد وتقديم الطعام للحاضرين
ولمة الكبار والصغار في مواسم قطف الزيتون
في ليلة وضحاها باتت تلك الملامح ذكريات سعيدة أليمة
في أحد ليالي سنه 1948م وتحت تهديد السلاح أجبر الفلسطينيون على التهجير من بيوتهم سلكوا طريقا وعرة حاملين ما استطاعوا من امتعه الى المجهول وكانت حالتهم بائسة فقيرة تائهة
سكنو الخيام التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء
تمسكو بمفتاح البيت املا منهم للعودة
مازالت تلك الروايات لدي وانا بعمر الربيع سمعتها كثيرا من جدتي التي شعرت بحزنها وفراقها لوطنها في تجاعيد وجهها الشاحب
رحلت جدتي ومازالت تعلق مفتاحهاا في رقبتها
رحلت وزرعت فينا حب الوطن الشريد
حب العودة
رحمك الله يا جدتي الغالية
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج