في ليلة من ليالي الشتاء القارص عشنا لحظات من الألم والوجع مع أسرتي عندما رأينا والدي يلتفظ آخر أنفاسه بعد صراع طويل مع المرض.
قررت ان اتحمل وحدي مسؤولية رعاية الأسرة بعد غياب أبي، وبالرغم من كوني ما زلت طالباً، فقد قمت بعمل مشروع بسيط، اشتريت بضعة أشياء وعرضتها للبيع على الطرقات، لقد عانيت كثيراً في بداية هذا المشوار الذي لا أعلم نهايته والى اين سيصل بي الحال، ولكن يوماً بعد يوم تمكنت من جلب عدد من الزبائن، وتمكنت من تأمين أموال ليست بالكثيرة ولكنها على الأقل تكفي لتوفير لقمة العيش لعائلتي ولدفع مصاريف دراستي.
لا أنسى ان عائلتي ساندتني وحاولت قدر الإمكان تقليل المصاريف كيف اتمكن من الاستمرار في الدراسة في جامعتي.
لم تفارقني دعوات امي لحظة، وكانت بمثابة الغطاء الدافيء الذي يرافقني اينما حللت، ولن انسى دموعها بنجاحي يوم تخرجي، فقد كانت فخورة جداً بي، ولكن ما ان انطلقت نحو عالم العمل! تفاجأتُ بالحقيقة المرة، لم تكن تلك الشهادات التي حصدتها ودرجات الامتياز التي حصلت عليها ذات قيمة حقيقية في هذا العالم الموحش.
لقد تم رفضي من عدد لا بأس به من الوظائف، وفي كل مرة تختلف الأسباب، ولكن في مجملها أن الخبرة التي امتلكها لا تؤهلني لخوض غمار العمل، بقيت على هذا الحال وأنا ارى الأيام تمضي وحياتي ثابتة لا تتحرك، حتى قابلت في احدى الشركات التي وافقت على توظيفي بشرط ان تكون اول ثلاثة أشهر تدريبية، لم افكر للحظة ووافقت فوراً، لأنني أعرف قدراتي وأثق بنفسي جداً.
مرت الثلاث شهور سريعاً، فقد احببت العمل واستطعت ان اثبت كفائتي واجتزت ذلك الاختبار بحمد الله، بعدها وقعت عقداً رسمياً مع تلك الشركة وكان الراتب مجزٍ الى حد ما.
لن انسى سعادتي بأول راتب حصلت عليه، لقد ذهبت الى والدتي واخوتي ودموع الفرحة تملأ وجهي، كانوا سعداء جداً بذلك الراتب.
واليوم ها انا مدير لأحد فروع تلك الشركة وقد اثبت جدارتي واستطعت بحمد الله ان أتغلب على كل الظروف التي احاطت بي.
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج
