﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة رضي الله عنه ليأخذ صدقات أموال بني المصطلق ويردُّها على فقراءهم , ووصاه النبي صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له.
مضى الوليد بن عقبة رضي الله عنه في طريقه الى بني المصطلق على رأس نفر من المسلمين , وفي احدى الليالي , وبينما هو رضي الله عنه في خيمته لم ينم لأنه تذكر العداوة بينه وبين بني المصطلق فشعر ببعض الخوف في فقال لنفسه ان ذهبت اليهم قتلوني وثأروا مني,
وقال في نفسه مالي ولهذه المهمة, الأولى بي أن أرجع من مكاني , وفي الصبح كرّ راجعا من حيث أتى دون أن يُكمل طريقه اليهم.
ولما رجع الوليد بن عقبة رضي الله عنه الى المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به أصحابه بانّ بني المصطلق قد ارتدوا عن الاسلام وكادوا أن يفتكوا به وبأصحابه, فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وأعطى أوامره وتوجيهاته بالاستعداد لغزو بني المصطلق نتيجة ارتدادهم عن دينهم كما ادّعى الوليد كذبا وزوراُ وبهتانا, وكادت أن تقع حربا ضروساً بين فئتين مؤمنتين لولا رحمة الله بعباده حين وصل نبأ هذا الفاسق لبني المصطلق وأنّ ما نقله زورا وبهتانا وافكا, فشكلوا على جناح السرعة وفدا من كبارهم واشرافهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أشدّ الغضب عليهم, فقالوا: يا رسول الله ! حنانيك ورضاك, فنحن على غير ما وصلك عنّا, لقد كنا قد سمعنا برسولك قادم الينا, فخرجنا بجموعنا اليه لنكرمه ونستقبله, ونُؤدي اليه ما عندنا من الصدقة, وما يتوجّب علينا من الزكاة, ولا ندري لماذا كرّ راجعاً, ثم بلغنا أنه قد زعم اليك أننا خرجنا اليه لنقتله ومن معه, وأنا قد ارتددنا عن الاسلام, وامتنعنا عن آداء الزكاة, فوالذي بعثك بالحق ما حدث شيء من ذلك أبداًو ما كفرنا بالله منذ ان آمنا, ولا انسلخنا عن الاسلام منذ دخلنا فيه.
ومع نزول هذه الآية الكريمة وما بعدها جاء الحق وزهق الباطل, واستبشر وفد بني المصطلق بحكم الله تبارك وتعالى, وبآياته الكريمة تنزل فيهم, فقبل النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم وأكرم وفادتهم, وافتضح أمر الوليد رضي الله عنه, فأبدى عذره وندمه ورجوعه الى الحق , وانابته الى الصراط المستقيم , فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعفا عنه .
العبرة المستفادة من القصة :
عدم التسرع في الحكم على اي شئ .
البعد عن سوء الظن .
التمسك بالأخلاق الحميدة وتقوى الله .
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج