إن الزواج مغامرة حقيقية يخوضها الإنسان من أجل استمرار هذه الحياة، وتختلف عادات الزواج وتقاليدها من بلد إلى آخر وفقاً لما اعتاد عليه سكان كل منطقة، ويعدّ الزواج المبكر شيئاً طبيعياً وأساسياً في كثير من البلدان، ويعتبر شيئاً نادراً في بلدان أخرى.
يعتبر الزواج بشكل عام مغامرة لا نعرف نتائجها، فقد يكون زواجاً ناجحاً وقد يكون فاشلاً، ولكن يزداد حجم المغامرة عندما يكون الزواج مبكراً، لما له من تأثير كبير على الذكور وأكبر على الإناث، حيث تصبح الأنثى أمام مسؤولية كبيرة عليها تحملها وهي في عمر الطفولة وكذلك الذكر الذي يصبح لديه اسرة عليه إعالتها وتوفير ما تحتاجه من متطلبات.
من أهم مخاطر الزواج المبكر هو العزلة التي ستفرض على الانثى، حيث ستصبح منعزلة عن أهلها وعائلتها ومجتمعها السابق، ولما يترتب عليها من تحمل أعباء الزواج والحمل والولادة وهي في سن صغيرة، خاصة اذا كانت تمتلك جسداً غير مؤهل للحمل والولادة بعد، مما سيعرضها وجنينها للخطر خاصة في حال عدم تلقي الرعاية الصحية الملائمة.
وقد يترتب على هذا الزواج العديد من المخاطر والآثار الاجتماعية مثل الطلاق والعنف الأسري بسبب قلة الوعي، الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة وانتشار الفقر، إضافة الى عجز الأهل عن توفير نفقات الفتاة مما يدفعهم الى تزويجها مما يجعل الفتاة تشعر بأنها اصبحت عبئاً ثقيلاً على أهلها.
ولكن إن نظرنا الى الزواج المبكر من زاوية أخرى نجد أن فيه العديد من الإيجابيات أيضاً ولكن مع توفر بعض الشروط الهامة ومنها: تأكد الأهل من قدرة ابنهم على إعالة اسرته الجديدة، وتوفر الوازع الديني والتأكد من التزامه بأوامر الله، وسلامته النفسية والبدنية والعقلية، وعلى الأهل التأكد من أن ابنتهم قد وافقت على هذا الشخص ولا يتم اكراهها عليه، وأن لها المعرفة بما هية الزواج وما يترتب عليه وتوعيتها بالحياة الجديدة التي ستعيشها.
فإن توفرت هذه الشروط في كلا الطرفين كان الزواج نافعاً لهما فهو احصن للنفس والفرج ويربي النفس على تحمل المسؤولية من نعومة اظفارها، ولا ننسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
يمكنكم طرح اسئلتكم والعودة للمنصة من خلال البحث في جوجل عن: اسال المنهاج