المقاومة، مفهوم إنساني، وحق مشروع، معروف في القوانين الدولية، والأعراف الإنسانية، وله ضوابطه وروابطه وآدابه وثقافته وأخلاقه. والمقاومة، في مفهومها العام، هي ردة فعل مجتمعية واعية، ضد واقع مرفوض، أو غير مشروع، أو لمواجهة استبداد، أو استعباد أو ظلم أو تمييز أو احتلال....الخ .
وترتبط قدرة المقاومة على تحقيق أهدافها، بدرجة احتضان المجتمع لها، وإدراكها السليم للتحديات التي تواجهها، وامتلاكها الوعي والرؤية المتماسكة والخلاقة، والبنية التنظيمية، والقيادة المؤمنة بقوة الفكرة المقاومة .
وليس في المواثيق الدولية، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للأفراد والجماعات والدول في الدفاع عن أنفسهم، كما أقر المجتمع الدولي، بان لجميع الشعوب حقا ثابتا في الحرية التامة وتقرير المصير، ومقاومة الاستعمار القديم والجديد، والاحتلال، وجميع أشكال التمييز العنصري، والقهر والفساد والاسترقاق. وعلى سبيل المثال، فان مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، هي حق مشروع، يستند إلى مبدأ حق تقرير المصير للشعوب، المكرس في ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الأممية، ومبادئ القانون الدولي .
المقاومة حق لكل شعب يرزح تحت الاحتلال العسكري ولها صنوف فيها غنى وتنوع، قد تأخذ شكل العنف الثوري المنظم، او العصيان المدني والانتفاضة الجماهيرية والاضراب، وقد تأخذ شكل مقاطعة جزئية او شاملة وعزل كلي او جزئي لدولة الاحتلال ويمكن تسمية عشرات بل مئات من اشكال النضال الابداعية مقاومة.
كل شكل من اشكال المقاومة له حسابات دقيقة وشروط لا يمكن تجاهلها، لهذا السبب يبادر مفكرون استراتيجيون امثال الفيتنامي لي ذوان والصيني ماو تسي تونغ والالماني فردريك انجلز الى وضع استراتيجية نضال لشعوبهم.
لا يغيب عن تلك الاستراتيجية تحقيق الاهداف واخراج الشعب من محنة الاحتلال او الاستعمار والتخفيف من معاناة الشعب الرازح تحت الاحتلال وصولا الى النهاية السعيدة بإنهاء الاحتلال.
وهناك العديد من حركات التحرر استخدمة المقاومة المسلحة حتى خروج الاحتلال كما حدث في فيتنام ولكن ما دفع المقاومة في الاستمرار في نهج الكفاح المسلح العامل الجغرافي، ووسائل الإسناد والدعم من قبل الصين الشعبية والاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت.
الثورة الجزائرية استخدمت كل وسائل المقاومة ، وكانت المقاومة المسلحة في طليعة العمل الكفاحي وقد ساعد هذا العامل إضافة الى التطورات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية ونتائجها الوصول إلى خروج الاحتلال الفرنسي .
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج