بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على تمام المنة، الحمد لله بالكتاب والسنة، والحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على تواتر الإنعام،
والصلاة والسلام على معلم الزمان، صاحب الكمال، المبعوث للأنام.
أما بعد:
نتحدث في هذا اليوم عن بطولة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في تطهير المسجد الأقصى المبارك، وقد ذكره الله في كتابه الكريم:
قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم شرف المسجد الأقصى، وفضل الصلاة فيه
روى البخاري - رحمه الله- في أبي ذر الغفاري قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول. قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعين سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، فإن الفضل فيه.
وكلمتنا لهذا اليوم بعنوان:
فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي
فقد تمسك بالدين، وأقام دولته علي أساس من الإسلام متين، هل خاض جيشًا من المعارك أكثر مما خاضه جيش صلاح الدين؟ لقد ضرب جيش صلاح الدين كل رقم قياسي إلى ذلك العصر، خاض أربعًا وسبعين معركة في مدة ولايته على الشام، في أقل من تسع عشرة سنة.
حارب هؤلاء الأمراء، أمراء الموصل، وأمراء حلب وحماة.. حروب ما عرفت مثلها أرض فلسطين وديار الشام، إلى ذلك العصر، حروب لا تقاس بها القادسية ولا اليرموك، حروب جرب فيها كل سلاح: السيف والرمح، والدبابات والمجانيق، والشجاعة والكيد، والذكاء والاختراع، والمروءة والشهامة، وكان صلاح الدين ظافرًا فيها جميعًا.
بعد أن استطاع جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ، تحقيق النصر المبين في معركة حطين ، كان صلاح الدين يرى أنه لا يتوجب عليه الهجوم على القدس ، بل أن عليه أن بعمل على تحرير كافة المدن الساحلية أولا ، ثم يقوم بالهجوم على القدس في النهاية.
ثم بدأ وقتها بتحرير عكا ، فذهب طالبا تسليمها ، و لكنهم رفضوا الاستسلام فدارت معركة عكا ،و التي انتهت بفوز المسلمين ،و تم الاستيلاء على الزخائر و الأموال التي فيها.
بعد ذلك تم فتح نابلس و القيسارية و حيفا و الناصرة و صفورية ، و التي استطاع صلاح الدين أن يحقق بها نجاحات ساحقة ، و يلحق الصليبيين بخسائر فادحة.
بعدها تابع لفتح سور و عسقلان و غيرها ، من المواقع الأخرى آملا في الوصول لبيت المقدس
حين وصل صلاح الدين لبيت المقدس كان قد استطاع إضعاف قوة جيش الصليبيين ، حيث كانت المدينة بها عدد لا يتعدى 1400 جندي في حين كانوا فرسان الفرنجة الكبار ، قد غادروا المدينة بالفعل .
بعدها قرر الزحف على المدينة ، و عسكر أمام أسوارها ثم قام بالطواف حول المدينة لمدة خمسة أيام .
بعدها شعر الصليبيين بخطورة الموقف و بعدم قدرتهم على مواجهة المسلمين ، و تشاوروا في الأمر و قرروا االإستسلام و طلب الأمان .
حين عرض على صلاح الدين الأمر رفض هذا الإستسلام ، و كان رده أنه قد عرض السلام من قبل ، فلما قبلوه ، و هنا إزداد موقف الصليبين في السوء و حاولوا إقناع صلاح الدين بالعفو .
و هنا تجلى موقف صلاح ال. ين الذي يشهد له التاريخ حتى الآن ، حيث قام بالسماح لهم بمغادرة المكان سلميا و دون قطرة دماء واحدة ، هذا فضلا عن أنه قام بتقسيم الغنائم على سكان بيت المقدس ، و أمن حياة أهل الكتاب الساكنين في المكان..
ونقف أخيراً
مع قصيدة بعنوان: يا قدسنا المحبوب.
يا قدسنا المحبوب عذرًا إننا
تهنا على درب الخلاف كما ترى
وقفت سدود الخائنين أمامنا
فاعذر فإن الشهم من قد أعذرا
مهما تعددت المشارب حولنا
مهما تطاول ظالم وتكبرا
فلسوف تبقى أمتي منصورة
ترنو بعينيها إلى أم القرى
أو لم يبشرها الرسول لأنها
ستظل أقوى في الوجود وأقدرا؟
ستظل طائفة على إيمانها
منصورة تبنى الكيان الأكبر
يا أمة الإسلام، وجهك لم يزل
بالرغم من هول الشدائد مسفرا
في الختام نقول: "صلاح الدين الأيوبي" هذا الذي انتزع من أصدقائه ومن أعدائه، أعظم الإعجاب، وأصدق الحب، وترك في تواريخ الشرق والغرب أكبر الأمجاد، وأعطر السجايا، وكان اسمه من أضخم الأسماء التي رنت في سمع الزمان، ودوت في أرجاء التاريخ، وخلدت على وجه الدهر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج