دور المرأة المؤمنة في تحمل أعباء الدعوة والهجرة، دور كبير وعظيم فقد كانت خديجة زوجة النبي محمد على الملجأ الذي يذهب إليه، فحينما نزل عليه الوحي في غار حراء وجاءها يرتجف ويقول زملوني زملوني، ولما ذهب عنه الخوف قال لخديجة: قد خشيت علي. فقالت له: "كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وفي الهجرة الأولى من الحبشة كان عدد الرجال أحد عشر رجلا وأربع نسوة في رواية وفي أخرى أن أول عشرة هاجروا إليها كان نصفهم من النساء، في نفس الهجرة نجد أن الزوجات لم يفارقن أزواجهن بل صاحبنهم متحملات معهم مفارقة الأهل والعشيرة، وصعوبة الرحلة ومشاق الطريق.
ويصل إصرار المرأة على الهجرة بدينها مداه حين تتكرر الهجرة مرة إلى الحبشة وأخرى إلى المدينة فأول من قدم المدينة مهاجرا أبو سلمة المخزومي وزوجته أم سلمة، وزوجة عامر بن ربيعة فقد هاجرت مرة إلى الحبشة بصحبته وأخرى إلى المدينة، وجعل النبي أسماء وعائشة محل ثقته وسره ولم يخش منها على أمر الهجرة وهو أعظم حدث في تاريخ الإسلام، ولم يتوقف دور المرأة على مجرد العلم وكتمان السر إذ وقفت أسماء بنت أبي بكر في وجه أبو جهل بن هشام عندما أرادوا أن يستفسرون عن أبيها والتي انكرت معرفتها وتأبى أن تجيبهم إلى ما يريدون، وكان أبو جهل فاحشا خبيثا فلطمها لطمة اطرحتها أرضا، ومع ذلك كتمت السر
ويتجلى دور المرأة المسلمة في الهجرة الشريفة من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزًا كاملًا، إلى غير ذلك مما قامتا به.
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج