الفارابي هو محمد بن طرخان بن أوزلغ أبو نصر الفارابي، وهو تركي مستعرب من أكبر فلاسفة المسلمين، ولد الفارابي في منطقة على نهر جيحون ( فاراب ) في عام 260 للهجرة، وانتقل إلى مدينة بغداد وقد ألّف أكثر كتبه فيها، ومن بعد بغداد ذهب إلى مصر ومن ثم إلى الشّام وتوفي في دمشق في عام 339 للهجرة، عُرف عن الفارابي أنّه كان يُجيد معظم اللغات الشّرقيّة الّتي كانت متداوَلة في عصره بالإضافة إلى اللغة اليونانيّة، وقد كان الفارابي زاهداً في حياته، فلم يتزوّج ولم يكن لديه المال على الرّغم من أنّه كان مقرّباً من سيف الدولة الحمداني، إلّا أنه لم يأخذ منه في اليوم الواحد سوى أربعة دراهم فضيّة
دراسة الفارابي كانت بداية تعليم الفارابي في مدينته فاراب، حيث درس مجموعة من العلوم كالفلسفة والآداب والرّياضة وكذلك اللغات، وخصوصاً اللغة التّركيّة، بالإضافة إلى العربيّة والفارسيّة واليونانيّة، وبعد أن أصبح عُمرُ الفارابي خمسين عاماً انتقل إلى بغداد لمواصلة تعليمه، فتعلّم الطّب والفلسفة من الطّبيب يوحنّا بن حيلان، وكان تلميذاً لأبي بشر متّى بن يونس في الفلسفة والمنطق، وتعلّم العلوم اللسانيّة ( علم النّحو والمنطق ) من أبي بكر بن السّراج، وكان الفارابي مهتمّاً بتحصيل العلم بشكلٍ كبير وكان هذا هو سبب سفره إلى العراق والشّام، وقد اهتمّ بأمره سيف الدولة الحمداني وأكرمه وعاش في كنفه يتعلّم ويؤلّف الكتب لمدّة تسعة أعوام
مؤلفات الفارابي تميّز الفارابي بشكلٍ خاصٍّ في شرح مؤلفات الفيلسوف أرسطو، لذا أُطلق عليه لقب المعلّم الثّاني، وقد كان للفارابي العديد من المؤلفات في مختلف المجالات، ولكثرة مؤلفاته قام المستشرق الألماني شتاينشنايدر بجمعها في مجلد ضخم خاص بها، إلا أنه لم يصل إلينا من هذه المؤلفات سوى القليل.[٥] مؤلفات الفارابي في المنطق والشّعر والخطابة توجد العديد من المؤلفات للفارابي في علم المنطق وكذلك في الشّعر والخطابة نذكر منها:[٦] شرح العبارة لأرسطو. شرح كتاب المقولات لأرسطو
مؤلفات الفارابي في المعرفة كان للفارابي العديد من المؤلفات العلميّة المعرفيّة المهمة الّتي لا تزال المرجع الأول لطلاب العلوم، ومن أهم هذه المؤلفات:[٧] إحصاء العلوم: أحد الكتب المهمة وخصوصاً لطلاب العلوم؛ ففيه ستة أقسام لمختلف العلوم من منطق وعلوم مدنيّة وعلوم طبيعيّة ورياضيات، بالإضافة إلى علم الكلام وما وراء الطّبيعة. كتاب الحروف: في هذا الكتاب بيّن الفارابي الفرق بين كل من الجدليّة والمغالطة، وكذلك المطالب البرهانيّة، ويُعد هذا الكتاب من الكتب المهمة لطلاب البحث العلمي الرّاغبين في التّحقيق والتّدقيق في اللغات