بسم الله الرحمن الرحيم
ها قد شارف اسبوعنا الدراسي على الانتهاء، ولكن نهاية هذا الاسبوع ستكون مختلفة قليلاً، حيث ان والداي يفكران ان يقضيا هذه العطلة في قريتنا البعيدة.
انا اذكر تلك القرية، احببتها في طفولتي وكنت دوماً العب مع اصدقائي فيها، وكذلك والداي، هما متعلقان جداً بقريتنا، انا لا الومهما على ذلك فهي حقاً جميلة، ولدينا فيها الكثير من الذكريات.
لا انسى ابداً كيف كانت السماء تبدو مختلفة فهي دائما صافيةً هناك، واصوات العصافير في كل صباح وكأنها تقول لنا هيا قد بدأ اليوم.
كنت استيقظ يومياً الساعة السابعة صباحاً، كل اهل القرية كذلك، ففي القرية لا مكان للكسل وتضييع الوقت، اذكر كيف كان اصحابي يأتون الى منزلنا عندما اتاخر في الذهاب اليهم، ولن انسى احمد الذي كان مولعاً بكرة القدم، اصبحت تلك الكرة جزءاً اساسياً منه، دائما يحملها تحت ابطه اينما ذهب.
ولن انسى ذلك الدخان الذي يخرج من كل منزل في كل صباح، معلناً بدء مراسم اعداد الفطور، جدتي تجلس امام موقد النار لتطهو لنا الطعام وجدي يجلب لها الحطب ونحن نلعب بالقرب منهم في جو عائلي رائع. منصة اسال المنهاج
وابي يرش البذور لتلك الدجاجات التي اتعبته بسبب عادة فيها، حيث كانت تحاول تخبئة بيضها عنه، وكأنها تقول له هذا البيض بيضي ولن تأكل منه شيئا!
الحياة في القرية جميلة، ولكنها ليست وردية كما وَصَفتُها تماما، فهناك حياة مُتعِبَةٌ حقاً والناس يحصلون على اموالهم بعد جهد وتعب لا يحتمله من اعتاد على حياة المدينة.
انا شخصياً لم اعد معتاداً على حياة القرية على الرغم من جمال ذكرياتها، ولكن اصبح لدي نشاطات جديدة، واصدقاء جدد، فمثلاً انا افضل الان لعب العاب الكمبيوتر على لعب كرة القدم في الشارع مع اصدقائي !
اعلم ان هذا ليس مثالياً ولكن هذا النمط الذي اعتدت عليه منذ سنوات ليست بالقليلة!
امي وابي يحبان القرية فهما عاشا فيها وقتاً اكثر بكثير مما عشته انا فيها، وهو ما يجعلهما يستغلان اي فرصة للذهاب هناك!
ابي يحاول اقناعي بان اذهب معهما وانا احاول اقناعه باني احب قضاء عطلة نهاية الاسبوع حيث انا، لم اعد مولعاً بالقرية، اخبرته اني احب استغلال هذه العطلة في لعب العاب الكمبيوتر والذهاب مع اصدقائي الى احد المقاهي ثم زيارة احدى الحدائق.
ابي تفهم قراري ولم يشأ ان يجبرني على الذهاب معه، امي ايضاً احبت ان اكون معهما في هذه العطلة، اخبرتهما ان قراري ليس مثالياً ولكن احب ان اقضي هذه العطلة كما احب لاني مقبِلٌ على ايام دراسية صعبة ولن يكون بامكاني رؤية اصدقائي في الايام القادمة. منصة اسال المنهاج
في الصباح قبلت والداي وركبا في السيارة وانطلقا نحو القرية، وابلغتهما ان يوصلا سلامي الى جدي وجدتي ويبلغاهما انني سازورهما قريباً.
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج
